عبد الجبار الوزير… رحيل نجم من زمن الوفاء الفني
في الثاني من شتنبر سنة 2020، أسدل الستار على حياة أحد أعمدة الفن المغربي، عبد الجبار الوزير، عن عمر ناهز 92 سنة، بعد معاناة طويلة مع مضاعفات مرض السكري. رحيله لم يكن مجرد خبر، بل لحظة وداع لزمنٍ من الأصالة، والالتزام، والضحك النابع من القلب.
ولد الوزير سنة 1928 في حي رياض العروس بمدينة مراكش، وسط أسرة متوسطة الحال. والده كان إسكافيًا قبل أن يتحول إلى تربية الماشية، وعبد الجبار نفسه جرّب عدة حرف تقليدية، من صناعة الجلد إلى النجارة، قبل أن يجد نفسه في عالم الفن.
بدأ مشواره الفني من "الحلقة" في ساحة جامع الفنا، حيث تعلّم فن الحكي والتمثيل الشعبي، ثم انضم إلى فرق مسرحية مثل "الأمل" و"الوفاء المراكشية"، وشارك في أعمال خالدة مثل الحراز وسيدي قدور العلمي ودار الورثة.
لكن عبد الجبار الوزير لم يكن مجرد ممثل. كان ذا حضور طاغٍ، وصوتٍ مراكشي أصيل، يخلط بين الكوميديا والرسالة، بين الضحك والوجع، بين البساطة والعمق. رافقته شخصيات مثل محمد بلقاس، وشكّلا معًا ثنائيًا فنيًا لا يُنسى.
في سنواته الأخيرة، ابتعد الوزير عن الأضواء، لكنه ظل حاضرًا في ذاكرة المغاربة، وفي أرشيف المسرح والتلفزيون والسينما. وحين جاء خبر وفاته، لم تبكِه فقط مدينة مراكش، بل بكى عليه جمهورٌ تربّى على أعماله، وضحك من قلبه على نكاته، وتعلّم من مواقفه.
كتب أحدهم يوم رحيله:
> "رحل من كان يضحكنا دون أن يستهين بعقولنا… رحل من كان يُضحكنا لأنه يُحبنا."
رحم الله عبد الجبار الوزير، الفنان الذي عاش بسيطًا، ومات كبيرًا.
0 comments :
إرسال تعليق