هل تساءلت يومًا كم هو سعر الذهب؟
ليس فقط من باب الفضول، بل من باب القلق، أو الرغبة في الأمان، أو حتى الحلم بالثراء. الذهب، ذلك المعدن الأصفر الذي لا يصدأ، صار في السنوات الأخيرة أكثر من مجرد زينة أو استثمار… صار مؤشّرًا نفسيًا على حالة العالم.
في المغرب، كما في باقي الدول، شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة، جعلت الناس يتساءلون: هل نشتري الآن؟ هل نبيع؟ هل ننتظر؟
في لحظة واحدة، يتحوّل الذهب من خاتم في يد إلى ملاذ آمن، ومن هدية زفاف إلى خطة طوارئ مالية.
📈 الذهب ليس مجرد سعر… إنه مزاج عالمي
عندما ترتفع أسعار الذهب، فذلك لا يعني فقط أن العرض أقل من الطلب، بل يعني أن الناس خائفون. خائفون من التضخم، من الحروب، من انهيار العملات، من الأزمات السياسية. الذهب لا يتأثر فقط بالاقتصاد، بل يتأثر أيضًا بـالقلق الجماعي، وبالقرارات التي تُتخذ في غرف مغلقة، وبالتغريدات التي تُشعل الأسواق.
في المغرب، تجاوز سعر الذهب عيار 24 حاجز 650 درهمًا للغرام، وهو رقم لم يكن مألوفًا قبل سنوات. الأوقية الواحدة تجاوزت 20,000 درهم، ما جعل الكثيرين يعيدون التفكير في جدوى اقتناء الذهب، سواء للادخار أو للزينة.
🛍 من السوق إلى السوشيال ميديا: الذهب في زمن المقارنات
لم يعد الذهب يُشترى فقط من محلات المجوهرات، بل صار يُقارن على منصات التواصل، يُناقش في مجموعات فيسبوك، يُحلّل في فيديوهات تيك توك. صار الناس يتداولون الأسعار كما يتداولون أخبار المشاهير، وصار كل ارتفاع أو انخفاض يُفسَّر وكأنه حدث سياسي.
حتى حفلات الخطوبة والزفاف تأثرت. بعض العائلات بدأت تُقلّص من حجم الهدايا الذهبية، والبعض الآخر صار يُفضّل الفضة أو المجوهرات المقلّدة، في ظل ارتفاع الأسعار. الذهب لم يعد فقط مسألة ذوق، بل صار قرارًا اقتصاديًا.
🔍 هل الذهب مازال استثمارًا آمنًا؟
الجواب ليس بسيطًا. الذهب لا يمنح فوائد، لكنه يحتفظ بالقيمة. لا يتأثر بانهيار البنوك، لكنه يتأثر بالمضاربات. هو مثل صديق قديم: لا يخذلك، لكنه لا يُغنيك بسرعة. في زمن الأزمات، يبقى الذهب خيارًا عقلانيًا، لكنه ليس معجزة.
الخبراء ينصحون بالتوازن: لا تضع كل مدخراتك في الذهب، ولا تهمله تمامًا. احتفظ بجزء منه، كما تحتفظ بجزء من الأمل.
0 comments :
إرسال تعليق