في بلدة "هامتي دو" النائية بولاية نورثرن تيريتوري الأسترالية، وعلى طريق "أرنهيم" السريع، اكتشف حراس الغابات مشهدًا لا يُشبه أي مشهد سابق: ثعبان صغير بثلاثة أعين، واحدة منها تتوسط رأسه بشكل غير مألوف، وكأن الطبيعة قررت أن تخرج عن قواعدها، وتمنحنا نسخة تجريبية من كائنات الخيال العلمي.
الثعبان، الذي أُطلق عليه اسم ساخر مستوحى من فرقة الكوميديا البريطانية "مونتي بايثون"، لم يكن طوله يتجاوز 40 سنتيمترًا، لكنه حمل في رأسه ما يكفي لإثارة جدل علمي وشعبي واسع. الأشعة السينية التي أُجريت له كشفت أن الجمجمة واحدة، وأن العين الثالثة ليست نتيجة انقسام رأسي أو طفرة مزدوجة، بل تجويف إضافي طبيعي، ناتج عن تشوّه خلقي نادر.
إدارة المنتزهات والحياة البرية حاولت رعاية الثعبان، وتوفير بيئة مناسبة له، لكن محاولات الإطعام باءت بالفشل، ونفق "مونتي بايثون" بعد أيام قليلة من اكتشافه، تاركًا وراءه أسئلة أكثر من الإجابات.
🧬 هل كانت العين الثالثة نعمة أم لعنة؟
علميًا، الزواحف المشوهة ليست نادرة تمامًا، لكن وجود عين ثالثة بهذا الشكل يُعد من الحالات الفريدة. بعض الباحثين يرون أن هذه العين قد تكون غير وظيفية، مجرد أثر بيولوجي، بينما آخرون يتساءلون: هل كانت تمنحه رؤية أوسع؟ هل كانت تربكه؟ هل كانت سببً
في نفوقه المبكر؟
في عالم الحيوان، التشوّهات لا تُقابل بالدهشة كما في عالم البشر، لكنها تظل مؤشرات على هشاشة التوازن الوراثي، وعلى قدرة الطبيعة على التجريب، بل وحتى على "الخطأ الجميل".
🌍 من غرابة الطبيعة إلى تأملات الإنسان
القصة تجاوزت حدود البيولوجيا، لتتحول إلى مادة دسمة على منصات التواصل الاجتماعي. البعض رأى فيها "علامة كونية"، وآخرون تعاملوا معها بسخرية، معتبرين أن "الحنّة" ليست وحدها من تُغيّر شكل الكائنات (في إشارة إلى قصة القطط المدهونة بالحنّة)، بل الطبيعة نفسها قادرة على أن تُنتج كائنًا يبدو وكأنه خرج من فيلم خيال علمي.
لكن في العمق، قصة الثعبان ثلاثي العيون تُذكّرنا بشيء أعمق: أن الطبيعة لا تزال تحتفظ بمفاجآتها، وأننا مهما بلغنا من علم وتقنية، هناك دائمًا كائن صغير، في زاوية نائية، قادر على قلب مفاهيمنا، وإعادة طرح السؤال الأبدي:
> "هل رأينا كل شيء؟"
0 comments :
إرسال تعليق