الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال

يُعدّ العقم مشكلة صحية عالمية تمسّ النساء والرجال على حد سواء، إلا أن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نحو نصف حالات العقم ترتبط بعوامل ذكورية، ما يجعل من الضروري تسليط الضوء على الأسباب الطبية والبيئية التي تؤثر على الخصوبة لدى الرجال.

ويؤكد الدكتور أرتور بوغاتيريوف، أخصائي أمراض الجهاز البولي وأمراض الذكورة، أن أحد أبرز أسباب العقم الذكوري هو الإصابة بدوالي الحبل المنوي، وهي حالة مرضية تتمثل في توسّع الأوردة المحيطة بالحبل المنوي، ما يعيق تدفق الدم إلى الخصيتين ويؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية. وتُشخّص هذه الحالة لدى ما بين 15 إلى 20 بالمئة من الرجال.

من بين الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى العقم، يشير الدكتور بوغاتيريوف إلى أمراض الجهاز البولي التناسلي، مثل الكلاميديا، السيلان، داء المشعرات، المفطورات، اليوريابلازما، والتي قد تتسبب في التهابات مزمنة وتلف أنسجة الخصية، مما يضعف إنتاج

 الحيوانات المنوية ويؤثر على الخصوبة.

الخصية المعلقة (Cryptorchidism)، وهي حالة تُشخّص عادة لدى الأطفال حديثي الولادة، تُعد من الأسباب المؤثرة على تكوين الحيوانات المنوية، وقد تتطلب تدخلًا جراحيًا مبكرًا لتفادي المضاعفات. كما أن التشوهات الخلقية في الأعضاء التناسلية، مثل الخصية الخفية الثنائية أو الشذوذ في بنية الخصيتين، تُعد من العوامل المسببة للعقم. 

الاختلالات الهرمونية، مثل نقص هرمون التستوستيرون، اضطرابات الغدة النخامية، وفرط برولاكتين الدم، تؤثر بشكل مباشر على عملية إنتاج الحيوانات المنوية. كما أن اضطرابات القذف، مثل سرعة القذف، القذف الرجعي، أو نقص الحيوانات المنوية في السائل المنوي، تُعد من الأسباب الشائعة للعقم الذكوري.

إلى جانب الأسباب الطبية، تلعب العوامل الخارجية دورًا مهمًا في التأثير على الخصوبة، ومنها:

- التدخين: يُضعف جودة الحيوانات المنوية ويزيد من خطر الإصابة بدوالي الخصية.

- الكحول: يُثبط إنتاج الحيوانات المنوية ويؤثر على الرغبة الجنسية والانتصاب.

- الحرارة المرتفعة: الجلوس الطويل في الحمامات الساخنة أو حمامات البخار يرفع حرارة الخصيتين ويُضعف الخصوبة.

- المخاطر المهنية: التعرض للمعادن الثقيلة، الإشعاع، والمواد الكيميائية يُهدد الصحة الإنجابية.

- العوامل الوراثية والعمر: مع التقدم في السن، تنخفض جودة الحيوانات المنوية بشكل طبيعي.