استفاق سكان حي الشباك بالمدينة القديمة بصفرو، صباح الإثنين 20 ماي الجاري، على حادث مأساوي هزّ أركان الحي العتيق، بعدما أقدم رجل في عقده الثالث على إضرام النار في منزله، في خطوة وصفت بالانفعالية والخطيرة، إثر خلاف حاد نشب بينه وبين زوجته
وحسب المعطيات الأولية التي حصلت عليها مصادر محلية، فإن الزوج، الذي يعيش حالة نفسية غير مستقرة، استغل غياب زوجته التي تعمل بإحدى معامل المدينة، وقام بسكب كمية من البنزين داخل المنزل، قبل أن يشعل النيران في الأثاث، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل التهم البيت بالكامل. الحادث لم يقف عند هذا الحد، إذ تسبب الحريق في انفجار قنينة غاز من الحجم الصغير، أصيب على إثرها المشتبه فيه بحروق متفاوتة الخطورة.
الواقعة استنفرت مصالح الوقاية المدنية التي حلت بسرعة بالمكان، حيث باشرت عملية الإخماد وسط صعوبة كبيرة، نظرًا لطبيعة الحي الذي يضم منازل قديمة وهشة، بعضها مهدد بالسقوط. وقد استمرت عملية السيطرة على النيران لساعات، وسط تخوفات من امتداد الحريق إلى المنازل المجاورة، ما كان سيشكل كارثة حقيقية في قلب المدينة القديمة.
في المقابل، تم نقل المصاب على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس بصفرو لتلقي العلاجات الضرورية، تحت حراسة أمنية مشددة، في انتظار استقرار حالته الصحية وفتح تحقيق رسمي معه.
المصالح الأمنية حضرت إلى عين المكان فورًا، وشرعت في معاينة آثار الحريق، وتحرير محضر رسمي بالواقعة، في إطار البحث القضائي الذي يهدف إلى تحديد أسباب ودوافع هذا الفعل الخطير، الذي أعاد إلى الواجهة النقاش حول الضغط النفسي والاجتماعي الذي يعيشه بعض المواطنين في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وتفكك أسري متزايد.
الحادث، وإن كان فرديًا في ظاهره، إلا أنه يعكس هشاشة البنية النفسية والاجتماعية التي قد تدفع البعض إلى اتخاذ قرارات مدمّرة، في لحظة غضب أو يأس، دون إدراك لعواقبها الوخيمة على الذات والمحيط.
0 comments :
إرسال تعليق